رجل الاعلام
Admin
عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 17/05/2011
العمر : 56
الموقع : alward.owno.com
 |  موضوع: معتقل المشاعر بقلم رجل الاعلام عبدالواسع الورد  الإثنين يناير 02, 2012 10:21 pm | |
| معتقل المشاعر ................................مقالة بقلم رجل الاعلام / عبدالواسع الورد كثيراً ما نواجه في حياتنا اليومية اصدقاء وصديقات وزملا وزميلات شاردي الذهن.. منهمكين في التفكير في امرِ ما ..تراهم وقد احتشدت علامات الاستفهام من امامهم وعلامات التعجب من وراءهم ..تحس ان هناك مشكلة معينة يعانون منها او هموم ما تثقل كواهلهم ..تحاول من منطلق الحب والحنية والحنان ومن نافذة الصداقة ان تساعدهم او على الاقل ان تخفف عنهم من معاناتهم تلك ..فتاتي الى احدهم وتسأله : ماذا هناك ؟ ما الذي يشغل بالك ؟ هل لي ان اساعدك ؟! مالي اراك مهموماً كئيباً ؟! ..اخبرني ..ألسنا اصدقاء , لاتدع الاسرار تفرق بيننا ..هاااه ...ماذا هناك؟فيرد عليك ..ليس هناك شيء ..لا تشغل بالك الامر بسيط.. او الموضوع اسري ..او دعني وشأني... وغيرها من محاولات منعك من التدخل لمساعدته.. وقد يكون الرد احياناً بلغة الجراح قاسياً وفضاً غليظا .. فتجد من يقول لك : لا دخل لك ..لا شأن لك .. لماذا تدس انفك فيما لا يعنيك ؟..وفي احايين كثيرة قد لا تجدلأسئلتك جواباً سوى ذلك الصمت الدراماتيكي الاجوف الخالي من الحروف ..وفي مشاهد حياتية اخرى نجد الكثير من اصدقائنا يحدثوننا بكل لهفة وشوق وحب وحنان وود عن اشخاص يحبونهم ويحترمونهم ويعزونهم ويودونهم بشكلٍ جنوني ...ولكنهم سرعان ما يفاجئوننا عندما يخبروننا بانهم عاجزون وغير قادرون على نقل ولو الجزء اليسير من تلك المشاعر والاحاسيس الى اولئك الذين يحبونهم حباً جما ..لأسباب هم انفسهم يجهلونها ولا يكادون يعونها او يدركونها ..فلماذا نرفض الافصاح عن مشكلنا وهمومنا حتى الى اقرب المقربين منا والى اعز واغلى اصدقائنا ورفقاء دربنا ؟ ولماذا نحرص كل الحرص على ان تظل كروبنا واحزاننا حبيستاً ووحيدتاً في صدورنا ؟؟ ولماذا نحب ان نثرثر الى اصدقائنا عن مختلف القضايا والاحداث التي تدور من حولنا ..حتى اذا ما وصلنا الى مايخصنا ويهمنا ويشغل بالنا وفكرنا ووجداننا ويغوص الى اعماق اعماق افكارنا وكياننا ..وضعنا نقطة توقف امامها .. لنترك لهم علامات تعجب واستفهام وراءها ؟! ولماذا نتحدث الى الاخرين ونفصح لهم عن كل مشاعرنا واحاسيسنا عن اولئك الذين نحبهم .. ولكننا نعجز عن ايجاد الحروف ونفشل في صناعة الكلمات ونفقد القدرة على تكوين الجمل والعبارات الصريحة تلك امامهم .. ونتفنن ونبدع في استخدام لغة الصمت في حضورهم ؟! لماذا ولماذا ؟؟مالذين يمنعنا ؟ مالذي يعيقنا ؟ مالذي سيحدث لو افصحنا عن تلك المشاعر والاحاسيس ؟ هل هناك عقوبات ستفرض علينا ان تكلمنا ؟ هل هناك قوانين تمنعنا من التفوة و التعبير عن مايجول بداخلنا ؟ هل هناك دساتير تفرض علينا السجن او الشنق فيما اذا تكلمنا الى اصدقائنا او طلبنا منهم مساعدتنا او على الاقل التخفيف عنا من مشاكل وهموم حياتنا اليومية ؟؟هل من اختراق خصوصياتنا تدخل اصدقائنا والمقربين الى حنايا قلوبنا في مشاكل وهموم واحزان حياتنا اليومية او الاسرية ؟ هناك من يرى ذلك انتهاكا واختراقا لخصوصيات الفرد ..وهذه وجهة نظر يجب علينا احترامها وتقديرها ووضعها على طاولة الحديث امامنا , ولا اشك لحظة واحدة ان لها مؤيدوها وانصارها , وما اكثرهم , وما اقل من يخالفهم رأيهم من امثالي , فانا من مخالفيهم ولست من معارضيهم , وتجاربي الواقعية في حياتي اليومية اثبتت لي صحة مذهبي وافضلية وجهتي ..فلطالما تعرضت لمشاكل اسرية اعيتني ومن الحياة عقدتني وبالهموم والكروب اثقلتني ..فلما لاحظ احد اصدقائي ما بي وعلامات الغموم على وجهي تسري وتكاد الدموع على خدي ترقص وتجري ..عرض على مساعدته لي .. فلم احرج ولم اتردد اخبرته بالأمر..بعدها اخذ يقدم لي الحلول واحداً بعد اخر ... قد تتفاجؤون مما سأقوله ولكن لن تدركوا ما قلته حتى تخوضوا تجربة كهذه ..لم تكن الحلول محل اهتمامي من حديثة لمشكلتي ..لكنني احسست ان تلك الهموم والاحزان قد انزاحت من على كاهلي وانسحبت من صدري وتخلت عن فكري ..فقط لان الانسان منا دائما بحاجة ماسه الى من يقاسمه ويشاركه تلك المتاعب والمصاعب وان لم يجد لها حل .. يكفيه شعورا ان هناك من يعي ويعرف انهُ يتعب ويعاني ويقاوم ويصمد ليتحدى بعد ذلك تلك المشاكل دون خوف لان هناك صديقا يقف الى جواره في معركته .. فعندما تمشي في طريق مظلم خالي من الماره بعد منتصف الليل بمفردك تحس رغما عنك بالخوف والقلق ..ولكن عنما يكون احد اصدقائك الى جوارك تمشيا معاً بسكينة وطمأنينة وربما ضحككما يعلوا الشارع .. كمثال بسيط على اننا عندما نعيش مشاكلنا بعيد عن اصدقائنا بحجة الخصوصية فإن الخوف والقلق من تلك المشاكل والهموم يتولد بدخلنا ليكون لنا عناءً وحزنا وقلقا يضفي على ملامحنا الخارجية كآبتاً ووجوما ً وتجهماً تتفاعل معاً لتصنع منا مخلوقا عصبياً سيء المزاج مشغول البال سجين حياته يقبع خلف قضبان خصوصيته بعد ان نجحت مشاعرة في اعتقاله لتلقي بهِ في معتقل المشاعر الخصوصي... وللموضوع بقية.... | |
|
